الخرطوم- سودانية 24
نفذت مجموعات ومنظمات وأجسام نسوية وحقوقية وقفة حداد، أمام مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في الخرطوم، تضامناً مع النساء ضحايا العنف في النيل الأزرق ولقاوة، وقدمت المجموعات مذكرة إلى المفوض تطالب بحماية النساء السودانيات باعتبارهن المتضررات الأكثر قسوة من هذه الحروب والصراعات.
وقالت المجموعات النسوية والحقوقية في المذكرة التي تم تسليمها لمسؤولة الجندر بالمفوضية، اليوم (الأحد)، إن السودان يزخر بتنوع ديني، قبلي وإثني كبير، وامتداداً للتجارب المشتركة كان للسودانيين والسودانيات مقدرة على إدارة هذا التنوع وعلى التعايش السلمي، لكن الصراعات السياسية ألقت بثقلها على تكوين المجتمع السوداني، مؤكدة أن السودانيين والسودانيات أُقحموا في نزاعات قبلية مُميتة، ليس ابتداءً بحرب جنوب السودان ولا انتهاءً بأحداث العنف في كل من منطقتي النيل الأزرق ولقاوة.
وأكدت المذكرة، أن ما ظل يحدث باستمرار من عنف تجاه المواطنات والمواطنين، جزء لا يتجزأ من البنية الذكورية الموجودة في قمة هرم الدولة، حيث اُستخدام القتل، التعنيف الجسدي، التهجير القسري في مواجهة المواطنين ومن أجل تأجيج نزاعات بين بعض المجموعات المختلفة.
وأشارت إلى أن البنية الذكورية للسلطة السياسية تستخدم أجساد النساء كجزء من أدوات المعركة، وللضغط من أجل الوصول إلى السلطة، لذلك كانت النساء السودانيات هن المتضررات الأكثر قسوة من هذه الحروب والصراعات، حيث تطال هذه الحروب أجسادهن، بالإضافة إلى أنها تترك وراءها حملاً اجتماعياً ومادياً ثقيلاً، حيث يصبحن هن المسؤولات مباشرة عن تسيير الحياة اليومية، وذلك بعد قتل وتشريد معظم أفراد أسرهن.
ونبّهت المذكرة إلى النزاعات الإثنية التي نشبت مؤخراً في كل من النيل الأزرق ولقاوة، معبرة عن إدانتها للأحداث العنيفة وقتل الأرواح في هذه المناطق، التي نتج عنها سقوط مئات من المواطنين والمواطنات في النيل الأزرق ولقاوة، وتسببت في نزوح أعداد كبيرة في النيل الأزرق وولاية جنوب كردفان، حيث يعيشون في مرافق عامة (المدارس)، وكانوا قد قطعوا مسافات طويلة من أجل الوصول إلى هذه المرافق، ومن بين هؤلاء، نساء حوامل وحديثو ولادة، مصابات بالأمراض المزمنة وكبيرات السن بالإضافة إلى الأطفال.
ونوهت المذكرة، إلى أن هؤلاء النازحين والنازحات يعيشون أوضاعاً مأساوية غاية في الخطورة، مع غياب كامل للأمن وانعدام تام للخدمات، وأضافت: (كما أننا ندين عدم تدخل الجهات الأمنية لاحتواء هذه النزاعات، وعدم حماية المدنيين في كل من النيل الأزرق ولقاوة، وعدم وجود مراكز صحية في هذه المعسكرات.. ونطالب بالضغط على السلطة الانقلابية من أجل تسليم السلطة للمدنيين، ونطالب السلطات الأمنية بالقيام بدورها في حماية المدنيين في كل السودان).
وأرسلت مذكرة المجموعات النسوية والحقوقية، رسالة لمنظمات المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي على العموم، لمساعدة النازحين والنازحات في منطقتي النيل الأزرق ولقاوة، ومساعدتهم في العودة الطوعية إلى قراهم ومواطنهم، وطالبت بالمساعدة في الضغط لوضع خطط إسعافية لمواصلة العام الدراسي بالنسبة للطلاب والطالبات النازحين والنازحات داخل المعسكرات، وذلك إلى حين عودتهم الطوعية إلى مناطقهم الأصلية.