الخرطوم- سودانية 24
كشفت الشركة السودانية للخطوط البحرية، عن بيع الباخرة “دهب” بقيمة (2.052.104) مليون دولار لصالح شركة (GSPL DMCC) الهندية الأصل والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها.
وقالت الشركة السودانية في تعميم صحفي، مساء السبت، إن الباخرة عرضت للبيع في شهر مارس الماضي عبر إعلان في الصحف والقنوات المحلية وتقدم المشترون بطلبات الشراء ورسى البيع على أعلى سعر.
وفي الأثناء، أبدى ناشطون سودانيون استياءهم الشديد من نبأ بيع الباخرة “دهب” ومغادرتها للسواحل الوطنية، معتبرين أن الخطوة غير موفقة، ولم يخفي بعضهم شكوكه في أغراض وتوقيت البيع بل وحتى الجهة المشترية، إذ استدعى هؤلاء تجارب مماثلة لأصول سودانية تم التلاعب بها وبيعها بصورة ملتوية إبان العهد البائد.
وكانت الخطوط البحرية قد أعلنت في فبراير من عام 2015م، شراء باخرة الركاب المصرية “دهب” بمبلغ 7,6 مليون دولار، واحتفلت الحكومة حينها بشراء باخرة لأول مرة منذ (25) عاماً وتم تدشينها، على يد الرئيس المخلوع عمر البشير بإنزال العلم المصري ورفع العلم السوداني بدلاً منه. ويعود تاريخ بناء السفينة إلى العام 1987م كباخرة بضائع وتم تعديلها إلى باخرة ركاب في العام 1994م قبل أن يتم شراؤها من إحدى الشركات المصرية.
وفي وقت سابق، اعترضت مجموعة من شباب البجا على عملية بيع الباخرة، وعرقلوا عملية استلامها وسحبها من الميناء عقب اعتصامهم أمام مقر الشركة ببورتسودان، وإرسال رسائل لطاقم الشركة الهندية بأن الباخرة غير معروضة للبيع.
ويبدو أن ما أثار حفيظة الرافضين الآن لخطوة البيع، أنها ظلت متوقفة طوال ثلاث سنوات وتم عرضها للبيع بنظام “التخريد”، لكن بعد شرائها استطاع طاقم الاستلام الهندي تشغيلها مما عزز من الشكوك باعتبار أن عملية التلجين مقصودة.
ومن جهتها، كشفت الشركة السودانية للخطوط البحرية “سودانلاين” في تعميمها أمس، عن أن تصميم الباخرة في الأساس ارتبط ببعض الملاحظات على المستوى الفني والتجاري، حيث أن مدخل مستودع الباخرة ـ الجراج ـ لا يسمح بدخول الشاحنات والحاويات المبردة والتي تعتبر من أكبر مصادر الدخل في خط عمل الباخرة.
وبحسب تصريحات صحفية قبل فترة، قال المدير العام لـ”سودانلاين” عبد العظيم حسب الرسول، إن الباخرة كلفت الشركة الكثير من الأموال، وأضاف أنها مربوطة بميناء بورتسودان مما كلف مصاريف رصيف بحواليْ (٢٧٠٠) يورو لكل شهر بعد التخفيض، بجانب صرف مرتبات ووجبات طعام وجاز للمولدات بحوالي (٥) مليارات شهرياً.
كما عدد المدير العام أعطال الباخرة المتمثلة في عطل بالماكينة الرئيسة، لجهة أن طراز الماكينة قديم لذا وقف تصنيعها ولن توجد في أماكن بيع الخردة بالهند وبنغلاديش، وربما تتعطل في وسط البحر، فنوع الماكينة لا يصنع، وأضاف أن هناك (٥) مولدات كهرباء معطلة بالباخرة زائداً كلفة الصيانة وإحضار الاسبير، بجانب أعطال في أجهزة التكييف بالغرف، إضافةً إلى أعطال مجاري الحمامات.
وقال “حسب الرسول” إن تقرير اللجنة الفنية أوضح أن كلفة صيانة الماكينات (باسبيرات مستعملة) تبلغ مليونين ونصف المليون دولار، ولا نضمن استمرار عملها ولو لفترة قصيرة.
إلى ذلك، أشارت الشركة في تعميم الأمس، إلى أن قرار البيع تم عبر عدة مراحل بدءاً بتشكيل لجنة فنية من قبل وزير النقل قدمت تقريرها الذي أُخضع للدراسة ورفع إلى مجلس الإدارة ومن ثم إلى الجمعية العمومية المتمثلة في وزارة المالية وبنك السودان المركزي، والتي وافقت على البيع.
وذكر أن “سودانلاين” ستقوم بسداد عائد الباخرة كمقدم لشراء ماعون بحري بديل حتى لا تفقد الشركة تصنيفها كناقل وطني، لكنه عاد وألمح إلى أن ذلك سيكون بالتدرج حسب خطة تجارية شاركت في وضعها شركة بريطانية.
ويشار إلى أن الأسطول التجاري لـ”سودانلاين” كان يعتبر الأفضل على مستوى المنطقة، إذ كان يضم (15) باخرة ترسوا في كل الموانئ العالمية والإقليمية، قبل أن تبدأ عمليات التجفيف في العام 1995م ببيع الباخرتين “أمدرمان” و”مروي” ومن ثم الباخرة “نيالا” في العام التالي، كذلك شهدت العشرية الأولى من الألفية الثالثة بيع كل من البواخر “دنقلا، القضارف، النيل الأزرق، الضعين، الأبيض، الجودي”. وببيع الباخرة “دهب” تكون الشركة فقدت آخر البواخر المملوكة العاملة، خاصة في مجال الركاب.