الخرطوم- سودانية 24
وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، اليوم (الخميس)، إلى العاصمة السعودية الرياض، وذلك للمشاركة في أعمال القمة العربية الصينية الأولى، التي تأتي وسط حضور عدد من القادة العرب والرئيس الصيني “شي جين بينغ”.
ومن المتوقع أن تبحث القمة الصينية العربية أزمة الطاقة، والغذاء والحرب الروسية الأوكرانية، وإيجاد سبل لتعزيز التنمية المشتركة ضمن مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين بعد مبادرة “الحزام والطريق”.
وفي تصريحات صحفية، كشف وزير الخارجية المكلف، “علي الصادق” عن اتصالات بين السودان والصين ودول عربية نتج عنها وضع الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل وتحديد اتجاه التعاون المستقبلي طويل المدى في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، المتمثلة في مجالات الطاقة والنفط والغاز والاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومجالات الإسكان والتنمية الحضرية والبنية التحتية، وكل ما من شأن أن يساعد في ترقية العلاقة بين الجانبين.
ولفت “الصادق علي” إلى أنه وعلى ضوء أزمة الغذاء التي يشهدها العالم هذه الفترة ستحتل الزراعة والصيد والثروة الحيوانية قدراً من النقاش والتداول في هذه القمة، مضيفاً إنه سيكون هناك حديث عن الاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء والبيئة والمناخ والصحة، باعتبارها قضايا عالمية أصبحت ملحة وتحظى باهتمام كل الدول.
وأشار وزير الخارجية المكلف إلى ترتيب لقاء يجمع بين البرهان والرئيس الصيني على هامش القمة، لبحث علاقات البلدين السياسية والاقتصادية وسبل دعمها وتطويرها، منوهاً إلى عقد لقاءات أخرى مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، إضافة إلى لقاءات أخرى.
ويتوقع متابعون أن تعود مشاركة السودان في هذه القمة بمنافع اقتصادية وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون، لكن في نفس الوقت يتخوفون من الآثار المرتبة عليها في ظل الصراع الدولي والإقليمي الدائر في المنطقة بين روسيا والصين من اتجاه وأمريكا من اتجاه آخر، خاصة أن الأخيرة بدأت ترمي بثقلها عقب ثورة ديسمبر وإسقاط النظام البائد.
ويراهن المحلل السياسي “حيدر حسين” بأن السودان سيكون حاضراً بقوة في القمة الصينية العربية وذلك لحسابات المنطقة وقوة الجغرافيا السياسية بإطلالته على البحر الأحمر، وعدّه أكبر الممرات التجارية في مجال النفط والغاز وبوابة أفريقية وكسوق تجاري متنامٍ، وتوجد فيه موارد الخام الضروري لإتمام دورة الإنتاج.
وأوضح “حسين” أن الصين تستهدف القرن الأفريقي بقوة في مبادرة “طريق الحرير والحزام”، مشيراً إلى أنها شيدت أول وأكبر قاعدة عسكرية لها في العالم بـ(جيبوتي) الصغيرة لتأمين نفطها، كما شيدت طريقاً حديدياً تمر عبره أربع رحلات يومياً لقاطرات كهربائية بين (جيبوتي وأديس أبابا) ولا تتجاوز الرحلة نصف يوم بدلاً عن ثلاثة أيام، تنقل ما يقارب الألف حاوية يومياً وتقف كمكتب خلفي وراء قيام سد النهضة الذي سيوفر لها قرابة الستة آلاف ميغاوات، إضافة إلى العمالة الرخيصة في إثيوبيا المجاورة للسودان الزاخر بالإمكانيات من ثروة حيوانية ونباتية وثروات طبيعية وموقع إستراتيجي.
وحول عودة التقارب السوداني الصيني وتقاطعه مع المصالح الأمريكية، يقول “حسين”: “طبعاً هذه الخطوة تتعارض مع المصالح الأمريكية باعتبار أن رفع إنتاجية الموانئ السودانية مثلاً سيكون بمثابة رافعة للتجارة الصينية”.
ويعتقد “حسين” أن سد النهضة وميناء بورتسودان يخدمان مصالح الصين، بينما تنظر لهما مصر وأمريكا، خاصة “السد”، باعتبارهما يضرانِ مصالحهما، مبيناً أنه إذا فكر الجميع في اقتسام الفوائد فمن الممكن أن يستفيد الكل.