الخرطوم- سودانية 24
وسط غياب القوى السياسية والثورية المناهضة للانقلاب، انطلقت صباح اليوم الأربعاء، الجلسة الأولى للحوار السوداني المباشر الذي تيسِّره الآلية الثلاثية ويهدف إلى الوصول لتسوية تنهي الأزمة بالبلاد وتعيدها إلى مسار الانتقال الديمقراطي وتمكين الحكم المدني.
وانحصرت المشاركة -في الجلسة الأولى- على المكون العسكري والمجموعات المؤيدة للخطوة التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، حيث حضر بفندق السلام روتانا -الذي يستضيف المحادثات- ممثلون عن الجبهة الثورية بتنظيماتها المختلفة والموقّعة على اتفاقِ سلام جوبا، وتحالف الحرية والتغيير “الميثاق الوطني”، وأحزاب الاتحادي الأصل، والمؤتمر الشعبي، والإصلاح الآن، فضلاً عن قوى الحراك الوطني التي يتزعمها التجاني السيسي، بجانب ممثلين للمكون العسكري “حميدتي، والكباشي، وإبراهيم جابر”.
وبحسب متابعات “سودانية 24″، كان اجتماع اليوم، إجرائياً سلّمت فيه القوى السياسية المشاركة رؤيتها حول النقاط التي حددتها الآلية للاجتماعات، وهي: “الترتيبات الدستورية، وآليات اختيار رئيس ومجلس وزراء، وخارطة طريق لما تبقى من الفترة الانتقالية، والإطار الزمني للانتخابات”.
وتغيب عن الاجتماع تنسيقيات لجان المقاومة، والحزب الشيوعي وبعض المجموعات الثورية، بدعوى رفض أي تفاوض مع المكون العسكري، كذلك تغيّب حزب الأمة وأحزاب وكيانات المجلس المركزي للحرية والتغيير التي أرجعت السبب لعدم تنفيذ إجراءات تهيئة المناخ السياسي بإطلاق سراح المعتقلين ووقف العنف ضدَّ المتظاهرين وإلغاء القرارات الارتدادية بعودة عناصر وأصول النظام المباد التي أصدرت فيها لجنة التفكيك قراراتها.
وقال رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس، إنه سيتم تقديم الدعوة للجميع، معبراً عن تقديره لمبررات الرافضين للمشاركة في الاجتماعات المباشرة.
بينما قال مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لباد: “ندعو كل الأطراف السودانية إلى الاتحاد وتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه وطنها ولا نتصور حلّاً سياسياً إلا بمشاركة الغائبين عن اجتماع اليوم من الفاعلين السياسيين”.
وأثارت أولى جلسات الحوار وطبيعة المشاركين فيه والغياب، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعاد ظهور شخصيات وأجسام سياسية كانت حليفة للنظام المباد إلى إذهان الناشطين ذكريات حوار الوثبة الذي كان قد أطلقه الرئيس المخلوع البشير أواخر سنوات حكمه.
وفي تصريحات جديدة، اليوم، جدد حزب الأمة عدم مشاركته في الاجتماعات التي بدأت التزاماً بقرار تحالف قوى الحرية والتغيير وعدم المشاركة في عملية لا تنهي الانقلاب، وما يجري من حوار هو إغراق للعملية السياسية بحاضنة الانقلاب ولن نكون جزءاً من أي عملية سياسية لا تعبِّر عن أحلام الشعب السوداني، مشيراً إلى أن ما جرى اليوم هو حوار “الوثبة 2″، وأن حزبه لن يجلس مع مساعدي البشير وموظفيه.
وفي السياق، قال المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير نورالدين صلاح الدين، في إفادات لقناة “الحدث”: “يبدو جلياً ومنذ الوهلة الأولى أن العملية السياسية بشكلها الراهن ولن تُحدث اختراقاً يذكر. وأضاف: “هذه عملية سياسية يفاوض فيها الانقلاب نفسه لأن قائمة الحضور لم تتسع الإ لحلفاء الانقلاب من جماعة اعتصام الموز وواجهات النظام البائد التي شاركته السقوط في أبريل 2019م.
وعلى صعيد آخر، وفي تصريح صحفيٍّ عقب انتهاء الجلسة الأولى، قال عضو مجلس السيادة وممثل المكون العسكري الفريق أول إبراهيم جابر، إن السودانيين المجتمعين اليوم اتفقوا على التواصل مع القوى السياسية الرافضة للحوار السوداني- السوداني دون إقصاء.
ويشار إلى أن البرهان كان قد أكد في خطاب أمس، على أن المنظومة العسكرية والأمنية من منطلق إيمانها بالتحولِ الديمقراطي، تجدد التزامها بالعمل على إنفاذ مخرجات الحوار الذي تُيسّره الآلية الثلاثية، كما تجدد مسبقاً حرصها على النأي بالمؤسسة العسكرية من المعترك السياسي فور توفر المطلوبات المتمثلة في التوافق الوطني الذي تيسّره الآلية الثلاثية أو الانتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة.