الخرطوم- سودانية 24
وصف الحزب الشيوعي السوداني، الاتفاق الإطاري الموقع مؤخراً بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير وقوى الانتقال، باتفاق الإذعان، الذي أبقى على الانقلاب العسكري وقراراته، مبيناً أنه يهدف في نهاية الأمر للقفز إلى الانتخابات وتزويرها.
وقال في تصريح صحفي، اليوم (الأحد)، إن الاتفاق الإطاري يهدف لتصفية الثورة وإعادة الشراكة تحت هيمنة الطغمة الانقلابية، بالإضافة إلى إعادة إنتاج سياسات النظام القديم الاقتصادية والقمعية والتفريط في السيادة الوطنية.
وأضاف: “الاتفاق التف على المطالب الأساسية لثورة ديسمبر المتمثلة في العدالة والإصلاح الأمني والعسكري، وإلغاء اتفاق جوبا المعيب، وتفكيك بنية نظام الـ30 من يونيو، وإعادة الأموال المنهوبة وأزمة شرق السودان”، قاطعاً بأن هذه المطالب أُجّلت على أن لا يتم الرجوع إليها كما حدث في تجربة الوثيقة الدستورية بتأجيل المجلس التشريعي وكل لجان التحقيق في عنف السلطات، وعلى رأسها لجنة مجزرة فض الاعتصام التي لم تصل إلى نتيجة حتى الآن.
وأوضح “الشيوعي” أن الهدف من التسوية التي تجري الآن هو القفز مباشرة إلى الانتخابات وتزويرها دون إنجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين.
وأشار إلى أن ما جاء في الاتفاق حول المبادئ العامة ما هو إلا ذر للرماد في العيون، مشيراً إلى أنها تصلح لكل الدساتير وكذّبها الواقع مثل ما حدث من قمع وحشي من قبل القوات الانقلابية للمواكب السلمية في لحظة توقيع الاتفاق، وموكب (8 ديسمبر)، مضيفاً إن ما جاء كذلك في المبادئ العامة حول إتباع سياسة خارجية متوازية كذّبها أيضاً الواقع بالتدخل الدولي الكثيف في فرض هذه التسوية.
وقال “الشيوعي” إن مجلس الأمن والدفاع المشار إليه في الاتفاق هو مركز السلطة الفعلية، وبطبيعة تكوينه يكرّس السلطة في أيدي القوى الانقلابية والدعم السريع والحركات المسلحة، علاوة على سيطرتهم على المال والإعلام، بالإضافة إلى الصلاحيات المفتوحة، بجانب أن هيكل السلطة المطروح في الاتفاق هو نظام الحكم الرئاسي بدلاً عن النظام البرلماني.
وأعاب كذلك على الاتفاق إبقاءه على قوات الدعم السريع ضمن الأجهزة النظامية، قائلاً إنها مليشيا قبلية وأسرية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
إلى ذلك، دعا الحزب الشيوعي إلى أوسع تحالف من قوى التغيير الجذري الرافضة للتسوية لمواصلة المقاومة بمختلف الأشكال حتى الإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي.