الخرطوم- سودانية 24
كشفت قوى الحرية والتغيير عن التحضير لاجتماع ثانٍ يجمعها مع المكون العسكري وذلك لتقديم رؤية مكتوبة لإنهاء الانقلاب، وسيتم التشاور حولها مع جميع قوى الثورة المناهضة للانقلاب.
وقال متحدثون للحرية والتغيير، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة بدار حزب الأمة، إنه تم تسمية طه عثمان من “قحت” والفريق شمس الدين كباشي من المكون العسكري، للقيام بمهام الاتصال مع السفير السعودي والجانب الأمريكي، وأشاروا إلى عقد اجتماع لتسليم الرؤى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح القيادي بالحركة الشعبية ياسر عرمان، أن دوافع الجلوس مع العسكريين هي توفير الخروج الآمن للجيش والشعب نحو الديمقراطية والبناء والعدالة، مبيناً أن الفرص مؤاتية للقوات النظامية للخروج بحكمة وشرف من الوضع الحالي.
في غضون ذلك، أشار إلى أنهم لا يريدون عداءً مع القوات النظامية وإنما حكومة مدنية لا خداع فيها وأن يعود العسكر للثكنات وتكوين جيش وطني واحد، مؤكداً في ذات الوقت أن لقاءهم أمس مع المكون العسكري لم يكن لتأسيس شراكة جديدة وإنما لإنهاء الانقلاب، وبناء علاقة جديدة مع القوات النظامية. وشدد قائلاً: “لا نرغب في التفاوض لكن تسليم السلطة وهي خطوات تستدعي الحديث حولها، لا مساومة في أهداف الثورة”.
وأبان “عرمان”، أن لقاء الأمس كان بدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأمريكي والسفير السعودي، وأنهم قدروا ضرورة كسب التعاون بين قوى الثورة وأمريكا والمملكة العربية السعودية، وقال: “محتاجون لأمريكا والسعودية في بناء السودان ويجب كسبهم لتعزيز المصالح الوطنية”.
وفي سياق تفاصيل اللقاء، قال “عرمان” ـ أيضاً ـ إنهم أكدوا على قضايا العدالة والمحاسبة وإصلاح الجيش وإبعاد العسكر عن المشهد والحكم، وتابع: ذلك لن يتحقق إلا عبر إنهاء حالة الانقلاب تماماً، مبيناً أن الطرف الثاني المتمثل في المكون العسكري، أكد في اجتماع الأمس وجود أزمة سياسية واستعداده لحلها.
ونوه إلى أن السودان يمر بمرحلة تاريخية بها تعدد جيوش وميليشيات ويجب قطع الطريق على التفلتات واحتمالات الحرب عبر تقوية الحرية الجماهيرية والعمل السياسي الجاد.
بينما قال الأمين السياسي لحزب الأمة الواثق البرير، إن الاجتماع بالعسكريين كان شفافاً وواضحاً، وإن الفكرة منه كانت تمليك المكون العسكري الإجراءات التي وضعتها قوى الحرية وخارطة الطريق لإنهاء إجراءات الانقلاب، التي قال إنها تمر بثلاث مراحل: إنهاء جميع مظاهر الانقلاب العسكري، والتأسيس الدستوري الجديد، وقضايا الانتقال.
من جانبه، كشف عضو تجمع المهنيين طه عثمان، عن أن الوفد الأمريكي طلب أن يكون اللقاء (سرياً) ولكنهم رفضوا ذلك وأعلنوا قبل ذهابهم وبعده، وقال: “ليس لدينا ما نخفيه عن الشعب السوداني”.
وأعلن طه رفضهم لجلسة الحوار التي عقدت، الأربعاء الماضي، بفندق روتانا، لكنه عاد وأوضح أنهم لا يعترضون على الآلية الثلاثية التي سيقوم بتسليمها رؤيتهم لإنهاء الانقلاب، لكن لن يشاركوا في ذلك الحوار مع الأطراف السياسية التي كان بعضها يشارك النظام البائد حتى سقوطه.
وأجمع المتحدثون في المؤتمر الصحفي، بأن الأزمة بين معسكرين، معسكر مناهضة الانقلاب ويضم قوى الثورة الحية، ومعسكر آخر هو الانقلاب نفسه. وجددوا رغبة واستعداد الحرية والتغيير للحل السياسي الذي يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة التحول المدني الديمقراطي.