الخرطوم- سودانية 24
شهدت مدينة الخرطوم، خروج مواكب احتجاجية دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة، للمطالبة بإسقاط الانقلاب وتحقيق مطالب الثورة المتعلقة بمجانية التعليم والصحة.
في ساعات باكرة من صباح، اليوم (الثلاثاء)، أغلقت قوات الشرطة والأجهزة الأمنية عدداً من الشوارع الرئيسة وسط الخرطوم، وذلك للحد من التظاهرات المرتقبة ومنعها من الوصول إلى محيط القصر الجمهوري.
بالمقابل، تجمع المئات من شباب وشابات المقاومة في أجزاء متفرقة داخل السوق العربي، واستطاعوا رغم الترسانة الأمنية المنتشرة تحريك مواكبهم، وسط ترديد شعارات الثورة بمدنية الدولة والقصاص للشهداء وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن.
مجانية التعليم تتصدر الهتافات :
وتصدرت شعارات مجانية التعليم هتافات المحتجين، وأقام بعض متحدثي المقاومة مخاطبات سريعة وسط السوق، تحث الناس على التحرك لإنهاء الانقلاب وسياساته الاقتصادية المتصلة بالتعليم والصحة والخدمات الأساسية ومعاش الناس.
بدورها، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، كما استخدمت المدرعات العسكرية وعربات خراطيش المياه لتفريق المتظاهرين.
وحسب شهود عيان، اعتقلت قوات الأمن العشرات من المحتجين، كما طاردت آخرين في المناطق الواقعة جنوب الخرطوم “محطة شروني”.
يشار، أن مواكب اليوم جاءت تحت عنوان “صحة وتعليم مجان”، وأعربت المقاومة في بيان الدعوة إلى التظاهرات عن تضامنها مع مطالب المعلمين بتحسين الأجور، كما أعلنت رفضها لما سمّته محاولات تسليع التعليم وحصره على الفئات المقتدرة فقط.
بالتوازي، أطلقت لجان المقاومة حملة (لا منحة ولا محنة) في مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على أحقية مجانية التعليم، مؤكداً أنها حق أصيلة لا يمكن اعتباره منحة تقدمها الحكومات للشعب بل هو واجبها الأساسي، كما لا يمكن أن يكون التعليم سلعة تقدم بعائد مادي حتى لو كان ضعيفاً.
وما زالت العديد من المدراس الحكومية مغلقة على إثر تواصل إضرابات المعلمين المتعلقة بالأجور، واشتراط استئناف الدراسة بالشروع في تنفيذ الاتفاق الذي أقرته لجنة المعلمين في اجتماع مشترك مع وزير المالية ومجلس السيادة.
أوضاع التعليم العالي في السودان أيضاً تقول إن أساتذة الجامعات كذلك انخرطوا في إضراب مفتوح عن العمل، ولنفس أسباب معلمي التعليم العام، كما تشهد بعض الجامعات السودانية مثل جامعة الخرطوم إضراباً آخر للطلاب بسبب فرض زيادات كبيرة في رسوم التسجيل والدراسة.
من ناحية أخرى، شهد مطلع هذا العام الدراسي ارتفاعاً كبيراً في رسوم المدارس الخاصة، مما تسبب، حسب الخبراء، في دفع المزيد من الطلاب إلى خارج أسوار المدارس، علماً بأن الإحصائيات الرسمية تقول إن هناك ثلاثة ملايين لا يتلقون حقهم في التعليم بالسودان.
التعليم منهار ومتحيز للأغنياء على حساب الفقراء:
وفي وقت سابق، أكد وزير التربية والتعليم السابق بروفيسور محمد الأمين التوم، أن التعليم منهار بالبلاد، وأن الإنفاق المتدني عليها طوال الـ(35) عاماً الماضية جعله في حالة انهيار كامل، مشيراً إلى أن نظام التعليم متحيز للأغنياء على حساب الفقراء، والحضر على حساب الريف.
ولفت “التوم” إلى أن إضراب المعلمين والإجازة الرسمية التي أقرتها السلطة، تسببا في نقصان ساعات التقويم المدرسي من (120) يوماً إلى (90) يوماً.
تجدر الإشارة إلى أن الموازنة التي أجازها، أمس، مجلس الوزراء، قد أقرت الإنفاق على التعليم بنسبة (10,7%)، وبإضافة الإنفاق على التعليم عبر الولايات سيبلغ إجمالي الإنفاق عليه (20%) من الموازنة العامة.