الخرطوم- محمد محمود
حملة اتهامات أطلقها العضو، الناشط التابع للنظام البائد “نعمان عبد الحليم” وبعض الصحفيين الموالين لنفس المنظومة في مواجهة قناة “سودانية 24″، على خلفية ادعاء أن القناة رفضت استضافته تحت ضغط وطلب الضيوف، متهماً إياها التحيز وطرده من استوديوهاتها.
وقال “عبد الحليم” إن “سودانية 24” دعته للمشاركة في برنامج اسمه “المخرج” ضيفاً في حلقة نقاش سياسي، يوم (الجمعة) الماضي، التي من المفترض أن يديرها الإعلامي النابه “راشد نبأ” ومعه عدد من الضيوف: “أحمد النعمان، شهاب إبراهيم وإيثار خليل إبراهيم”، وتابع بأن الضيوف رفضوا استضافتهم معه كممثل للمؤتمر الوطني وليست لديهم الرغبة في إدارة الحوار لأن موقفهم كقوى سياسية واضح، مما دعا القناة إلى الاعتذار له.
وأشار إلى أنه تفهم الأمر، مدعياً أنه سياسي محترف خريج مدرسة الإسلام والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وزعم أن عدم استضافته بسبب أنه سليل الحركة الإسلامية في السودان التي يفتخر بقياداتها المتهمين في السجون.
ويبدو أن حديث “عبد الحليم”، دفع بعضهم إلى كيل مزيد من الاتهامات بعد تصديق الفرضية المزعومة، حيث انبرى الوزير السابق بالعهد البائد الصحفي عبد الماجد عبد الحميد، والصحفي محمد حامد جمعة نوار وغيرهما في الترويج ودمج التهم، بعد أن وصفوها بالمتحيزة ضد حزب المؤتمر الوطني المحلول والتيار الإسلامي العريض.
دفوعات سودانية 24 :
بالمقابل، سارعت إدارة قناة “سودانية 24” إلى توضيح ملابسات الحملة بإصدار بيان تحت عنوان: “نعمان حليم وشركاه.. الاشتباه والكذب الصراح والاستثمار في الأوهام”، وقالت: “لقد أثار ما كتبه د. نعمان لغطاً شديداً، واستثمره البعض في تصفية حسابات مع سودانية 24، أو توجيه نقد ينال من مهنيتها أو احترامها لضيوفها، وأنها وقعت في سقطة مهنية لا تليق بها، كما وظَّفها بعض الصحفيين لمواجد يجدونها على القناة، فاستعجلوا الحكم عليها من غير أن يكلفوا أنفسهم مراجعة القناة لمعرفة الحقيقة، لا أن يأخذوها بالظِّنة، ويذيعوا مقالة السوء في حقها”، وتأسف بالقول: “إن بعض من نظنهم من العاقلين وقعوا في ما رمونا به، كأنما كانوا يكنّون ضدها غلاً فسنحت لهم الفرصة بما كتبه دكتور نعمان”.
وأوضح البيان، أن لا علاقة لقناة “سودانية 24″ بهذا البرنامج من قريب أو بعيد، وهو ليس من إنتاجها ولا ضمن خارطتها البرامجية، مشيراً إلى أنه بعد التحقق تبيّن أن البرنامج من إنتاج شركة خاصة، لـ”راشد نبأ” صلة بها وترغب في عرضه على قناة “سودانية 24”.
شروط البرامج ودارية المشتغلين في قطاع الإعلام:
وبيّنت إدارة القناة أن المشتغلين في قطاع الإعلام يعلمون أن القناة (مكان العرض) لا علاقة لها بأفعال الشركة المنتجة أو تفضيلاتها البرامجية من جهة الضيوف أو الأستوديو أو غيرها، وغاية علاقة القناة بها أن يستوفي البرنامج بعد تسجيله وإعداده للعرض، الشروط العامة التي تضعها لكل البرامج.
وقطعت “سودانية 24″، بأن القناة لم تمنع “نعمان حليم” من الظهور، لأنه ببساطة لم يكن مدعواً في يوم (الجمعة)، ولم يدخل استوديوهاتها أصلاً بالرياض. وإنما– حسبما علمنا- في أستوديو بالمنشية، ووردت على قوله إنها حجبته لأنه مؤتمر وطني، بأنه ادعاء غير صحيح، مشيرة إلى أنها استضافت من هو أقدم تاريخاً في الحركة الإسلامية، وأرسخ قدماً في المؤتمر الوطني.
وأعربت عن تعجبها قائلة: “بعض قائدي الحملة المبتذلة ممن زعم زعمه ظهروا على شاشتها، وأتيحت لهم الفرص كاملة كرصفائهم في عرض آرائهم والتعبير عن مواقفهم السياسية والفكرية، ولم تضع القناة قيوداً عليهم، وسجل البرامج شاهد على ذلك”.
وتابعت بالقول: “نأمل أن يكون ما سقناه من حقائق دافعاً لسيل اتهامات مرسلة بلا دليل، ومانعاً من قذف القناة بما هي منه بريئة.. ونقول لكل من زلت قدمه في التخرُّص علينا ورمينا بالظنون، لقد ارتبكت محظوراً وجنيت إثماً عظيماً بقولك في حق “سودانية 24″ بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير”.
تباينات الآراء والتأكيد على المهنية:
تباينت الآراء وردود الأفعال بعد بيان القناة، بعض المتداخلين في مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أنهم من متابعي القناة ولم يشاهدوا برنامج اسمه “المخرج”، مشيرين إلى أنها القناة الوحيدة التي يتابعونها لأنها تطرح قضايا الوطن والمواطن، بينما مضى قائدو الحملة المبتذلة في ذات طريقهم، مكذبين حيثيات البيان.
من جانبهم، انخرط العديد من الصحفيين والإعلاميين في التعبير عن آرائهم تجاه ما طرحه “نعمان وشركاه”، وفندته “سودانية 24”.. قال الإعلامي حسين ملاسي في تدوينة له على “فيسبوك”: “بعد بيان إدارة سودانية 24 لم يعد لرواية نعمان حليم معنى، والإصرار عليها وتكرارها ضياع زمن.. ذلك على الرغم من تحفظي على لغة البيان”.
وعلى ذات المنحى، قالت الصحفية رشان أوشي: “لا أعتقد أن قناة محترمة كـ”سودانية 24″ يمكن أن ترتكب خطأ مهنياً كالذي حدث مع الدكتور النعمان عبد الحليم، وأنا على يقين بأن الذي حدث لو كان داخل القناة لتم إلغاء الحلقة برمتها”.