عاد اليساري لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل بعد تفوقه على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية.
فبعد حملة مثيرة للانقسام شهدت تنافسًا بين خصمين لدودين على طرفي نقيض من الطيف السياسي، فاز لولا بنسبة 50.9 في المئة من الأصوات.
وكان ذلك كافيا للتغلب على جايير بولسونارو، الذي كان أنصاره واثقين من الفوز.
وقال لولا دا سيلفا، في كلمة أمام حشد من أنصاره في ساو باولو، إن فوزه في الانتخابات بمثابة انتصار للديمقراطية.
وحث المواطنين على الوحدة بعد حملة انتخابية محتدمة. وتعهد بالعمل على محاربة الفقر وحماية غابات الأمازون.
ولم يقر بولسونارو بعد بالهزيمة، ولكن قادة عدد من الدول سارعوا بتهنئة دا سيلفا، الذي كان رئيسا في الفترة بين عامي 2003 و2010.
وهنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن دا سيلفا بالفوز في السباق الرئاسي. كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تطلعه لإحياء “علاقات الصداقة” بين فرنسا والبرازيل.
أشارت استطلاعات الرأي منذ البداية إلى أن دا سيلفا سيفوز في الانتخابات، ولكن عندما كان تقدمه في الجولة الأولى أقل بكثير مما كان متوقعًا، بدأ العديد من البرازيليين في الشك في دقة تلك الاستطلاعات.
وكان مؤيدو جايير بولسونارو – الذين شجعتهم مزاعم مرشحهم بأن “المؤسسة” ووسائل الإعلام ضده، وبالتالي يقللون من دعمه – يثقون تمامًا في فوزه.
انتصار قادة اليسار من المرجح أن يثير غضب جماهير بولسونارو، الذين يصفون لولا بشكل روتيني بأنه “لص” ويجادلون بأن إلغاء إدانته لا يعني أنه بريء، وإنما يعني فقط أن الإجراء القانوني المناسب لم يتم اتباعه.
وبينما خسر جايير بولسونارو، فاز المشرعون المقربون منه بأغلبية في الكونغرس، ما يعني أن لولا سيواجه معارضة شديدة لسياساته في الهيئة التشريعية.
لكن دا سيلفا، الذي خدم فترتين في المنصب بين يناير/ كانون الثاني 2003 وديسمبر/ كانون الأول 2010، ليس غريبا على تشكيل تحالفات سياسية.
واختار دا سيلفا منافسه السابق غيرالدو ألكمين، الذي خاض الانتخابات الرئاسية ضده عامة 2006، لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية.
ويبدو أن استراتيجيته في إنشاء بطاقة “الوحدة” قد آتت ثمارها وجذبت الناخبين، الذين ربما لم يفكروا بخلاف ذلك في الإدلاء بأصواتهم لحزب العمال الذي ينتمي إليه.
وفي خطاب فوزه استخدم دا سيلفا نبرة تصالحية، قائلا إنه سيحكم لصالح جميع البرازيليين وليس فقط أولئك الذين صوتوا لصالحه.
وقال “هذا البلد يحتاج إلى السلام والوحدة. هذا الشعب لا يريد القتال بعد الآن”.
المصدر: bbc