الخرطوم- سودانية 24
أثار خبر قيام شخص بالزراعة داخل مقابر “أم روابة” بولاية شمال كردفان جدلاً واسعاً بين الأهالي وفي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعترض الكثيرون على الخطوة وعدّوها منافية لحرمة الموتى، بينما دافع آخرون وقالوا إنها نظافة للمكان والعائد منها يعود للأرامل والمساكين.
وتداول أحد الناشطين في مواقع التواصل منتقداً زراعة المحاصيل الزراعية داخل المقابر، وعرض المنتجات بالأسواق ليتناولها مواطن المدينة وهو لا يعلم مصدرها.
فيما أوضح متداخلون أن الزراعة مستمرة لسنوات، وأن الغرض منها هو نظافة المقابر التي في الغالب تمتلئ بالحشائش في الموسم الزراعي، مشيرين إلى أن عائد الزراعة يعود إلى الفقراء والعاملين بالمقابر وبعض المساكين.
وبالمقابل، سخر آخرون من الزراعة داخل المقابر وقالوا إنها تجنٍ وغير لائقة وتتعارض مع قيمة الموعظة في زيارة المقابر، بالإضافة إلى أن المساحات الزراعية بالمدينة متوفرة ومتاحة، ويطالب أصحاب هذا الرأي السلطات بوقف هذا العبث الذي أكدوا أنه يتنافى مع كرامة الإنسان.
ووسط هذا الجدل، أصدرت جمعية “إكرام الموتى” بالمحلية، توضيحاً قالت فيه: “اجتهد أعضاء الجمعية بإزالة الحشائش من المقابر بعدة طرق منها جلب المساجين وترحيلهم وإعداد وجبة لهم، وتأجير عمال بـ”المخمس” وكل هذه الجهود كانت التكلفة فيها باهظة، والجمعية مصدر تبرعاتها المساجد وعربة الإعلام وجلود الأضاحي”.
وأضافت: “خلال السنتين الأخيرتين قلّت التبرعات وانعدم مصدر الجلود لعدم وجود مشترين لها”، مشيرة إلى أن الزراعة جاءت لهذا السبب.
وأبانت جمعية “إكرام الموتى” أن الزراعة لا تتم في القبور بل في المساحات الخالية، وأنها مستمرة منذ سنتين والهدف منها النظافة.
وأبدت استياءها من تداول منشورات بهذا الخصوص، وطالبت منتقدي الخطوة بتقديم يد العون أو التواصل مع مستشارها القانوني- عالم يفتي في المذاهب الأربعة حسب وصفها- والجلوس معه لفهم القضية بدلاً عن كتابة المنشورات التي لا تسمن ولا تغني.