الخرطوم- سودانية 24
أعلن قادة حركات مسلحة عن مساعٍ لنزع فتيل الأزمة الأمنية بين الجيش والدعم السريع، بعد نذر المواجهة بينهما والتحشيد العسكري في عدد من مناطق البلاد.
وجاء في تصريح صحفي صادر تحت توقيع “مالك عقار، جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي” أن هناك مساعي حميدة بين قيادة القوات المسلحة والدعم السريع لنزع فتيل الأزمة الأمنية التي تكاد تورد البلاد موارد الهلاك.
وأشاروا إلى وجود تجاوب من الجانبين، اللذين طالبهما بالتحلي بالروح الوطنية، وتقديم كل تنازل يحقن الدماء ويعين على تحقيق الوفاق الوطني الشامل.
وكان الجيش السوداني قد أصدر في الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس)، بياناً حذر خلاله من خطر وقوع مواجهة بعد تحركات لقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله: “هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها، واستمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد”.
واعترضت قوات الجيش، نهار أمس، مركبات تتبع لقوات الدعم السريع التي كانت تنوي إنشاء معسكر قبالة القاعدة الجوية بمطار مروي، وطالبتها بالرجوع، في حين أكد الدعم السريع في بيان له أن قواته تنتشر بجميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية، المتعلقة بمحاربة ظواهر الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة، والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت.
وفي الأثناء، رصد ناشطون، اليوم، دخول المزيد من الأرتال العسكرية والمدرعات التابعة للدعم السريع إلى العاصمة الخرطوم، كذلك تفيد المتابعات، أن التحشيد والتحشيد المضاد بين قوات الجيش والدعم السريع قد تصاعد كذلك في مدينة مروي بالولاية الشمالية.
إلى ذلك، دعا رئيس حزب الأمة القومي فضل برمة ناصر، إلى اجتماع مع القوى السياسية، خلص إلى تكوين لجنة من قدامى المحاربين للقاء قادة الطرفين والعمل على خفض التوتر، وقال “برمة” في بيان سابق: “بيانات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والاحتقان والتحشيد، ولغة المخاشنة والتحركات العسكرية وصلت مرحلة ما قبل إطلاق الطلقة الأولى”.
وأضاف: “يتوجب تجميد كل فعل أو قول عسكري- كما كنت- كما يجب على القوى السياسية النأي عن إصدار أي بيانات أو دعم طرف من الأطراف”.
ولفت رئيس حزب الأمة القومي إلى أن هذه الأوضاع الراهنة تستوجب تفكيراً خارج الصندوق، لأن الأحداث تمضي مسرعة لتشكيل واقع إن لم يُتحسّب له سيتجاوز كل الآليات والعمليات السياسية السابقة.