الخرطوم- سودانية 24
“إعادة تموضع وانعكاس لخلاف داخلي”.. هكذا وصف سياسيون ومحللون التصريحات الملتهبة التي أدلى بها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان دقلو، اليوم (الأحد)، وأعلن من خلالها دعمه الكامل للتسوية الجارية الآن والالتزام بالتغيير، وعدم عودة البلاد إلى ما قبل أبريل 2019م، فيما وجه رسائل مبطنة إلى رفقائه بالمكون العسكري عن تمييز التعامل بين المتظاهرين.
وأكد “حميدتي” خلال كلمة ألقاها في ملتقى الإدارات الأهلية للتعايش السلمي لولايتي جنوب وغرب كردفان، أنه مع التسوية الجارية لأنها حل للأزمة، قائلاً: “نحن مع الحل السياسي الماشي دا ونحن مع التسوية”، وأشار إلى أنه مع التغيير الذي ينادي به الشباب في الشارع، محذراً في نفس الوقت من مغبة العودة إلى العهد السابق، قائلاً إن من يريد إرجاع السودان إلى ما قبل 2018 مخطئ.
وأقرّ بوجود تمييز في التظاهر، فالبعض يسمح لهم بالتظاهر والآخرون يمنعون، في إشارة إلى المتظاهرين الذين ينتمون إلى مكونات النوبة الذين سمحت لهم السلطات قبل أيام بتنظيم احتجاجات حاشدة أمام القصر الجمهوري، وقال: “الناس من يوم 25 بيجازفوا ويموتوا يومياً ليل ونهار عشان يصلوا القصر الجمهوري دا، وليه ما وصلوه..؟ وفي ناس بفتحوا ليهم الكباري وبخلوهم يصلوا القصر، الفتحوا ليهم منو؟ ولّا المتظاهرين خيار وفقوس”.
وتأتي تصريحات “حميدتي” في وقت تشهد فيه الساحة السياسية تجاذباً حول التوصل إلى تسوية والتوقيع على الاتفاق الإطاري، وهو الأمر الذي فُسر بأنه دفع للكتل المناوئة لوثيقة المحامين بالاتفاق حولها وعدم الممانعة.
وحاول البعض تفسير خطاب “حميدتي” باعتباره محاولة لقطع الطريق ونفض يد بقية أعضاء المكون العسكري من التسوية الجارية، عبر إعلانه الواضح تحندقه مع التسوية، كما أعطى إشارة إلى الإسلاميين باستحالة العودة.
قال المحلل السياسي عضو حركة “حق”، “مجدي عبد القيوم”: “واضح أن تصريحات حميدتي تعبر عن الخلاف العميق بينه والفريق البرهان فيما يتصل بقضايا جوهرية كالحل أو التسوية، عبر ما يسميه حلفاء الفريق حميدتي في المجلس المركزي بالعملية السياسية”.
ويرى أنها تعكس عمق التناقض بين الفاعلين في المشهد، وهي تعبير واضح عن الخلاف بشأن حل الأزمة السودانية حتى بالنسبة لدول الإقليم وتقاطع رؤيتها حتى مع رؤية المجتمع الدولي.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير، شهاب إبراهيم إن نجاح العملية السياسية لا يتوقف على خطابات المكون العسكري الانقلابي، وإنما على إرادة القوى المدنية المناهضة للانقلاب، لكنه عاد وأشار إلى أن خطاب “حميدتي” في مجمله كان خاصاً بقضايا أخرى ليست لها علاقة بالعملية السياسية، والمسألة جاءت عرضاً.
وأضاف في إفادات لـ”سودانية 24″، إن الرسالة التي وصلت من الخطاب بطريقة غير مباشرة تشير إلى أن الوضع متأزم بين المكونات العسكرية” وتابع:”التصريحات كذلك أكدت على المؤكد، بأنهم ماضون في الحل السياسي”.