الخرطوم- سودانية 24
نفى القيادي بحزب الوطني الاتحادي محمد حمد، صحة الأنباء المتداولة حول اقتراب ميلاد ائتلاف سياسي يضم حزبهم وقوى سياسية ومجتمعية أخرى، ويسعى لتشكيل حكومة انتقالية وإعطاء صلاحيات واسعة للجيش.
وقال “حمد” في إفادات خاصة لـ”سودانية 24″، إن ما تم تداوله مجرد فبركة، لكنه عاد وأكد أن هناك تحركات لم تنضج حتى الآن، ستسهم في حل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.
وكانت وسائل إعلام محلية قد تدوالت، خلال اليومين الماضين، قرب ميلاد ائتلاف سياسي جديدة يضم عدداً من القوى السياسية والمبادرات التي انطلقت الفترة الماضية، وأشارت الأنباء إلى أن هذا الائتلاف الجديد يلقى الدعم من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، كما أنه يسعى لتشكيل حكومة انتقالية بدعم قوى من إحدى دول الجوار (مصر).
وبحسب ما رشح، عقد اجتماع يوم الإثنين الماضي وحضره كل من نائب رئيس الاتحادي الأصل جعفر الميرغني والمسؤول السياسي في الحزب إبراهيم الميرغني، إضافة إلى القياديين بخاري الجعلي وبابكر عبد الرحمن، ومن البعث السوداني شارك كل من يحيى الحسين ومحمد وداعة، بالإضافة إلى ممثل الحزب الجمهوري حيدر الصافي، ومن الوطني الاتحادي يوسف محمد زين، إلى جانب رئيس لجنة الاتصال في مجموعة التوافق مني أركو مناوي، ورئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، والقانوني نبيل أديب، والرئيس التنفيذي لمبادرة نداء أهل السودان هاشم قريب الله، حيث جرى نقاش موسع حول اللمسات الأخيرة لإعلان التحالف اليوم.
في حديثه لـ”سودانية 24″ نفى بشكل قاطع “محمد حمد” حضور رئيس حزب الوطني الاتحادي، “يوسف محمد زين” لذلك الاجتماع، وأوضح أنه في تلك الأثناء كان متواجداً في المناقل.
“نبيل أديب” الذي قيل أنه من قادة التحرك الجديد قال إنه لا يوجد ائتلاف سياسي جديد يقوده، مبيناً احتفاظه بوضعه الحقوقي المستقل الذي يجعله في صف الحريات العامة، وإنه لن ينضم لأي تحالف سياسي.
وأضاف: “أنا لا أعرف بوجود أي تحالف سياسي يهدف إلى تكوين حكومة ولكنني أعرف أن هنالك مبادرة للتوصل لاتفاق حول الترتيبات الدستورية للفترة الانتقالية وهي مجرد اقتراحات للتوافق حولها كما ذكرت من قبل”.
وأوضح “أديب” أن المبادرة التي طرحت من بعض المجموعات لا تقترح أي اسم لرئيس مجلس السيادة أو لشاغل أي منصب آخر، وإنما تترك ذلك لاتفاق القوى السياسية والمجتمعية.
بالمقابل، أكد رئيس حزب الجمهوري حيدر الصافي، حقيقة الائتلاف وتقديمه لمبادرة لحل الأزمة، لكنه عاد وأشار إلى أن ما يدور في الوسائط فيه تشويش كبير وأن التكتل الجديد لا يضم المؤتمر الشعبي ولا حزب مبارك الفاضل ولا أعضاء من مبادرة الشيخ الطيب الجد، وأبان ـ كذلك ـ أنهم لا يتحدثون عن صلاحيات واسعة للجيش وإنما وضع المؤسسة العسكرية في الإطار المهني الذي يسهم في حفظ الأمن.
وكشف “الصافي” لـ”موقع القناة”، عن تقديم المبادرة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونتاميس “فولكر بيرتس”، اليوم الخميس.
وتأتي هذه الخطوة وسط تزاحم الساحة السياسية بالتكتلات السياسية والمبادرات، فقد خرج أمس، بيان مشترك لكل من حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أكدا من خلاله أطلاق مبادرة للحوار الشامل، وقبل أيام كانت هناك مبادرة الطيب الجد، وبالتزامن هناك تحركات لسفراء دول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، لتقريب وجهات النظر بين الفاعلين السودانيين لحل الأزمة ومساعدة الخرطوم في المضي قدماً في عملية الانتقال، وهذا غير الحوار الذي يديره رئيس بعثة “اليونيتامس”، ولعل كل ذلك يقود إلى السؤال حول مستقبل هذا الائتلاف ومبادرته التي يطرحها قدرتها على إحداث اختراق حقيقي.
يقول المتحدث باسم الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي ـ شهاب إبراهيم، إن هذه المبادرة وغيرها تحاول إيجاد مخرج لكن ليس من الأزمة وإنما مخرج للانقلاب بحيث يكون قادته موجودون في المشهد، ويعتقد أن أي مبادرة لا تخاطب إنهاء هذا الانقلاب أو إسقاطه هي مبادرة لا تحل الأزمة وإنما تزيد تعقيدها أكثر.
ويرى أنه من الضروري أن يضع أصحاب المبادرات في أذهانهم الملفات الكبيرة التي كانت جزءاً من انتكاسات الفترة الانتقالية السابقة، مثل ملف الشراكة بين المدنيين والعسكريين وملف العدالة بصورة عامة. وقال إن كل تلك المبادرات تحاول اختزال الأزمة والمشهد في كيفية اختيار رئيس وزراء لذلك تجد أصحابها جاهزين في تقديم أسماء حتى ولو كانت غير مناسبة للمنصب لكنهم يريدون الذهاب في هذا الاتجاه.
وشدد المتحدث باسم الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي ـ أن أي مبادرة لا تخاطب الأزمة بتعريفها الصحيح باعتبارها أزمة بين الانقلاب وقوى مقاومة له لن تقدم أي جديد أو حل.