الخرطوم – سودانية 24
كشفت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية، معلومات جديدة عن مراحل ومفاوضات التطبيع مع السودان التي جرت في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، واتصالات مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأشارت التقارير إلى دور رجل الظل “رونين ليفي- ماعوز” الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” مبعوثاً لأفريقيا، وجهوده في إحداث التقارب بين دولة الاحتلال والسودان.
ووفقاً للمعلومات، قام البشير بخطوة غير مسبوقة بالتواصل مع إسرائيل عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية في يناير 2018م، حيث أجرى اتصالاً بمبعوث أفريقيا “ماعوز”، ولم تكن المحادثة الأولى طويلة، فقط بضع كلمات مجاملة ومقدمة موجزة بأنه يريد علاقات مع إسرائيل، وطلب البشير التواصل مع صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات وقتها.
يشار، أن وسائل الإعلام العبرية استندت في تقاريرها إلى كتاب “سلام ترمب.. اتفاقيات التطبيع والانقلاب في الشرق الأوسط” لمؤلفه باراك رافيد المراسل السياسي لموقع “والّا”.
وكشف “رافيد” عن دور جديد قام به محامٍ إسرائيلي بريطاني يدعى “نيك كوفمان” بعدما نجحت الثورة وتم تغيير الحكم في السودان، بالتعاون مع السودانية “نجوى قدح الدم” التي استطاعت إقناع الأول بالقدوم إلى الخرطوم ومقابلة عبد الفتاح البرهان وإحضار رسالة له من “نتنياهو”، وقد حدث ذلك، بعدها اصطحبه ضباط المخابرات السودانيون في جولة بالمدينة.
لقاء “عنتبي” وتذمر رئيس الموساد:
وفي تقرير ترجمته (عربي 21)، أوضح الكتاب كواليس لقاء البرهان ونتنياهو بـ”عنتبي” في الثالث من فبراير 2020م، وأشار إلى أن الفكرة كانت أن تكون المقابلة سرية، وبعدها يقرر الطرفان ما إذا كانا يرغبان في إصدار بيان مشترك أم لا، لكن تلك الخطوة لم تعجب ضباط الموساد لأن كل التحركات السابقة كانت تتم خلف ظهورهم.
وكشف التقرير عن تذمر رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أثناء لقاء البرهان وإبلاغه بأن إسرائيل لا تستطيع وعده بشيء، خصوصاً رفع الولايات المتحدة للعقوبات المفروضة على السودان، وكانت لغة الخطاب ذات طابع عدائي، وكاد أن ينفجر الاجتماع، الأمر الذي دفع “نجوى قدح الدم” إلى التدخل وطلب تخفيف اللهجة.
حميدتي يلتقي “كوهين” وإستياء البرهان الشديد:
كذلك، تناولت المعلومات الدور التشادي في مسار التطبيع مع السودان وقناة التواصل التي وفرتها تشاد لـ”حميدتي” الذي أجرى محادثات مع مسؤولي الموساد، بمن فيهم “يوسي كوهين” نفسه، وهو الاجتماع الذي ذكرت التقارير أن البرهان قابله بالاستياء الشديد، وطلب معرفة ما إذا كانت إسرائيل تحصر التواصل معه خلال نائبه، وقد تطلب الأمر الكثير من الجهد لتهدئته لأنه اعتقد أنه نقطة الاتصال الوحيدة لإسرائيل.
يذكر، أنه في وقت سابق كانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد كشفت بالتعاون مع وسائل إعلام أجنبية، أن شركة إسرائيلية مقرها قبرص أرسلت تقنيات مراقبة متطورة لقوات الدعم السريع بالسودان في رحلة سرية عبر مطار الخرطوم، وعبر طائرة تتبع لقائد سابق لوحدة استخبارات إسرائيلية، مشيرة إلى أن الشحنة كانت عبارة عن معدات قادرة على تحويل الهواتف الذكية إلى أجهزة تعقب، وأصحابها إلى مخبرين صوتيين ومرئيين.