الخرطوم- سودانية 24
شهدت مدينة أم درمان، اليوم (الثلاثاء)، احتجاجات حاشدة، في إطار المواكب المتواصلة التي تنظمها تنسيقيات مقاومة ولاية الخرطوم منذ أكثر من عام، في سبيل إسقاط الانقلاب وتحقيق الحكم المدني والقصاص لشهداء الثورة.
وتجمع المئات في شارع الشهيد عبد العظيم (الأربعين سابقاً) للمشاركة في موكب اليوم، الذي جاء تحت مسمى (المشنقة 186) الذي تستهدف تنسيقيات المقاومة عبره التأكيد على إضافة المادة (186) المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية مع المادة (130) القتل العمد في القانون الجنائي إلى بلاغات قتلة الشهداء- مستوفية الشروط- التي تعتزم النيابة إحالتها إلى القضاء خلال الفترة المقبلة.
وبالتوازي، تحرك موكب آخر من داخل سوق أم درمان، ورفع المحتجون شعارات تطالب بالقصاص للشهداء، كما تندد بالتسوية السياسية الجارية وتعدها محاولة للإفلات من المحاسبة والعقاب بالنسبة لمرتكبي المجازر والانتهاكات في حق الثوار والمتظاهرين.
صور الشهداء وأعلام تنسيقيات المقاومة والكيانات الثورية تقدمت الموكب الذي تحرك صوب “البرلمان”، وهو النقطة التي حددت كمحطة نهائية لالتقاء المتظاهرين. بالمقابل كان لافتاً الانتشار الكبير لقوات الشرطة، التي تصدت للمحتجين عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع وتفريقهم عبر المطاردة بالمدرعات العسكرية واستخدام عربات المياه.
وقال شهود عيان، إن عشرات المتظاهرين تعرضوا إلى إصابات، تلقى بعضهم العلاج في العيادات الميدانية وآخرون نقلوا إلى المستشفيات القريبة لمتابعة حالتهم الصحية.
وتعيش البلاد احتجاجات عارمة منذ انقلاب الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021م، وعلى الدوام ظلت قوات الشرطة تتصدى بعنف للمتظاهرين، الأمر الذي تسبب بدوره، حسب إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزية، إلى استشهاد (124) من الثوار، كان آخرهم طفل يبلغ من العمر (15) عاماً الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الآلاف من المصابين وعدد من المفقودين.
ويشدد المحتجون في تظاهرات اليوم على تضمين المادة (186)، التي تعاقب بالإعدام أو بالسجن المؤبد، كل من يرتكب بنفسه أو بالاشتراك مع غيره، أو يشجع، أو يعزز أي هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين وهو على علم بذلك الهجوم.
إلى ذلك، تعتقد تنسيقيات المقاومة أن إدراج هذه المادة ضروري، باعتبارها قد تشمل القيادات الذين أصدروا الأوامر باستخدام العنف في مواجهة التظاهرات منذ انطلاق شرارة الثورة في العام 2018م.
يذكر، أن هناك عدداً من ملفات شهداء الثورة مستوفية لشروط تطبيق المادة (186)- الجرائم ضد الإنسانية- مثل قضايا شهداء تظاهرات (17) يناير 2019م “الشهيد الفاتح النمير والشهيد الطبيب د. بابكر والشهيد معاوية بشير”.
ويشار إلى أن القضاء السوداني كان قد أصدر أول حكم بالإعدام تحت المادة (186) في مواجهة المدان “أشرف الطيب عبد المطلب” المعروف بـ”أب جيقة” الذي كان متعاقداً وقتها مع جهاز الأمن مقابل عشرة آلاف جنيه شهرياً، وأدين بقتل الشهيد حسن محمد عمر من خلال إصابته بطلق ناري في العنق خلال مواكب 25 ديسمبر 2018م، وحكم بالإعدام بنفس المادة كذلك، على قتلة شهداء ما عرف بمجزرة الأبيض في يوليو 2019م.