الخرطوم- سودانية 24
بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان بالسودان، أفرجت السلطات الأمنية في السودان، عن حوالي (36) من الثوار المحتجزين بسجن سوبا، بعد أن دام اعتقال بعضهم أسابيع دون توجيه أي تهمة.
وصباح أمس، الإثنين، كشف محامو الطوارئ عن ترحيل المحتجزين الـ(36) من سجن سوبا إلى عدد من الأقسام الشرطية بولاية الخرطوم، وفتح بلاغات جنائية في مواجهتهم تتعلق بالإزعاج العام والتظاهر.
وقال المحامون في تصريح صحفي، إنه بعد معركة قانونية وحقوقية مستمرة أطلقت سلطات الانقلاب سراح جزء من الثوار بسجن سوبا وترحيلهم إلى أقسام شرطة بحري المدينة والأوسط أمدرمان والقسم الشمالي الخرطوم، وأشاروا إلى إكمال العملية بعد تصديق الضمانات القانونية المطلوبة.
وأرجع محامو الطوارئ، الخطوة للضغط المحلي والإقليمي والعالمي، مشيرين في نفس الوقت إلى أن من تم ترحيلهم هم جزء قليل جداً من المعتقلين الذين تفوق أعدادهم (200) معتقل، وأن الغرض هو تغبيش الحقائق وتضليل المبعوث الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان في السودان، بغية الاعتقاد بأنه لا يوجد أي معتقل في زنازين النظام.
في السياق، كشفت هيئة الدفاع عن المتأثرين بالاحتجاز غير المشروع وشهداء القتل الجزافي، عن إطلاق كلٍّ من إيمان ميرغني وآمنة عوض اللتين كانتا محتجزتين بدار التائبات بأمدرمان.
وبحسب متابعات (سودانية 24)، ما زال يقبع في الدار ثائرتان أُخريان من رافضي الانقلاب والمحتجزين دون أي مسوغ قانوني.
ويذكر أن (إيمان ميرغني) ـ المُطلق سراحها ـ تعمل موظفة في وزارة الصحة الولائية اعتقلتها السلطات أثناء مباشرة عملها في الخامس والعشرين من يناير الماضي، واقتادتها إلى جهة مجهولة في بداية الأمر ومن ثم حولت إلى سجن النساء ـ التائبات ـ بأمدرمان، وطوال فترة حبسها منعت من التحدث هاتفياً مع أسرتها وأطفالها، أو السماح لهم بزيارتها، بينما اعتقلت آمنة عوض ـ مهندسة ـ في مليونية ٧ فبراير من بحري المؤسسة من قبل أفراد يتبعون للأجهزة الأمنية.
ِوترى هيئة الدفاع عن المتأثرين بالاحتجاز غير المشروع وشهداء القتل الجزافي، أن إطلاق سراح بعض المحتجزين بسجن سوبا، اليوم، محاولة التفاف على الانتهاكات المستمرة التي ظلت تمارسها أجهزة النظام القمعية، ولتقديم صورة غير صحيحة عن أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد للخبير الأممي الزائر للبلاد. وأبانت هيئة الدفاع أن هذا النمط مورس من النظام البائد وقد تم تكريسه بصورة أكثر فداحة على الحقوق المنتهكة وصارت الحقوق الأساسية مجرد منحة يتصدق بها الحاكم بأمره ـ حسب وصفها.
ويشار إلى أن إطلاق سراح المحتجزين في سوبا جاء خلال زيارة يقوم بها المبعوث الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان بالسودان أداما ديانغ، وفي وقت سابق أعرب “أداما ديانغ” عن بالغ القلق إزاء مقتل اثنين من المتظاهرين، أحدهما قاصر، خلال المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري في العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضي. ودعا السلطات السودانية إلى ضمان إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة ونزيهة في عمليات القتل والإصابات والاحتجاز التعسفي للمتظاهرين وأعضاء لجان المقاومة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
والتقى “ديانغ”، اليوم، قوى المجتمع المدني التي مدته بحسب تصريحات صحفية ببيانات حول المحتجزين/ات بسجن سوبا ودار التائبات أمدرمان والتحقيقات الجنائية بحري وأماكن الاحتجار الأخرى وحول شهداء القتل الجزافي.
وشددت قوى المجتمع المدني، على ضرورة أن يقف الخبير الأممي خلال زيارته، للسجون والمعتقلات والأقسام وأماكن الاحتجاز الأخرى، في كل أنحاء البلاد خاصة إقليم دارفور، وكردفان والشمالية وسنار وسنجة ومدني والقضارف ، شددت على ضرورة أن يقف على أماكن الاحتجاز والاعتقالات وبيئة الاعتقالات، بالإضافة إلى مطالبة المجتمع الدولي بتوسيع نطاق التفويض الأممي لوضع السودان تحت البند السابع من أجل تحقيق الحماية والسلامة العامة للمواطنين في مواجهة آلة القتل الجزافي وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة.
ومازالت السلطات السودانية تحتجز العديد من الثوار بسحن سوبا، ويأتي ذلك في ظل استمرار دخول عدد منهم في إضراب مفتوح عن الطعام قبل أيام بسبب عدم توجيه أي تهمة حتى الآن.