الخرطوم- سودانية 24
كشف رئيس بعثة يونيتامس “فولكر بيرتس”، مقتل أكثر من (900) شخص بسبب النزاع القبلي في الأشهر الماضية، بالإضافة إلى نزوح أكثر من (260) ألف شخص في السودان خلال هذا العام، مشيراً إلى أن الخلافات في الغالب تنشأ بسبب الوصول إلى الموارد، كما تتفاقم نتيجة التلاعب السياسي.
وقال “بيرتس” في الإحاطة التي قدمها، أمس (الأربعاء)، أمام مجلس الأمن حول الوضع في السودان، إن تقديرات الشركاء في المجال الإنساني تشير إلى أن هناك قرابة (15.8) مليون شخص- أي ثلث السكان- سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في العام 2023، بزيادة (1.5) مليون عن بالعام 2022، وهي الأكبر منذ عقد.
وأشار إلى تجاوز عدد المتضررين من الفيضانات (349) ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى استمرار التضخم المرتفع في تقليص قدرة الأسر الشرائيّة، حيث لا يستطيع الناس تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأبان أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة تمكنت من الوصول إلى (9.1) مليون شخص محتاج في الفترة من يناير إلى سبتمبر، كاشفاً أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2022 مُوّلت بنسبة (41.3%) فقط.
وقال رئيس البعثة الأممية إنه لا تزال حالة حقوق الإنسان مثيرة للقلق مع استمرار الاحتجاجات ضد الحكم العسكري، مشيراً إلى تصرّفات قوات الأمن التي تردّ بالاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى مقتل شخصين بالحادث الأخير في “24 نوفمبر”، وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى بين المحتجّين، لا سيّما في العاصمة، إلى (121) منذ الانقلاب، كما تعرّض أكثر من (8) آلاف شخص للإصابة.
وشدد “بيرتس” على أنه يتعيّن على السلطات احترام الحق في التجمع السلمي، والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة حتى عند الاستفزاز.
وفي السياق، قدم “بيرتس” إفادات حول الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه مؤخراً بين العسكريين والمدنيين بالخرطوم، مشيداً بجهود السودانيين والآلية الثلاثية في إنهاء المرحلة الأولى بتوقيع الاتفاق الإطاري، وأوضح أن المرحلة الثانية على وشك أن تبدأ، وأن أصحاب المصلحة من المدنيين والعسكريين أصبحوا أكثر شفافية بشأن التفاهمات الأولية، وكثفوا جهودهم للتواصل مع الجهات الفاعلة الأخرى والجمهور. وقال إن الاتفاق السياسي النهائي وبمجرد التوصل إليه ستكوّن حكومة مدنية تكون في وضع أفضل لمعالجة الوضع الأمني والاقتصادي والإنساني.
ونوّه أن التقدم المحرز على المسار السياسي مشجع، إلا أنه ما يزال من الممكن أن يحيد عن مساره بسبب التحديات والمفسدين، وقال: “مع اقتراب السودان من التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي فإن أولئك الذين لا يرون دعماً لمصالحهم من خلال تسوية سياسية قد يصعّدون محاولات تقويض العملية السياسية الجارية”.
ولفت رئيس يونيتامس إلى أن ثمة حاجة ملحة إلى مناصرة وتضافر المجتمع الدولي لتشجيع مواقف بناءة من قبل أولئك الذين لا يريدون أن يكونوا جزءاً من العملية، وأشاد بالاتفاق وعدّه خطوة شجاعة، مؤكداً أنه تم بقيادة سودانية.