الخرطوم- سودانية 24
أثار بيان غامض صادر عن رئاسة شرطة السودان، موجة من الجدل والتكهنات وسط الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حاول البعض تفسيره وقراءة ما بين السطور، في حين لجأ آخرون إلى تصنيفه ضمن التجاذبات وصراع التصريحات التي اتسمت بها الفترة الماضية بين قيادات المنظومة الأمنية.
وكانت الشرطة قد اتهمت في بيانها، اليوم (الأحد)، جهات لم تسمها، تثير الصراخ والعويل، تتبع إلى لوبيات وشلليات وصفها بصاحبة الصوت الأعلى وتبادل المصالح التي ظلت لوقت طويل تتحكم في الكثير من مفاصل المؤسسة.
وقال البيان، إن هذه المجموعة تعمل بسواتر متعددة وتعتقد أنها الوارث والمالك الحصري للشرطة، وبعقلية ومنهجية واحدة لا ثاني لها وهي الشخصنة والمصالح المبنية على باطل.
ومضى البيان إلى مزيد من الغموض حين قال: “تزوير الحقيقة التي لا تصمد أمام الحق مهما طال الزمن وبقي، وتلبس ثياب المكر والدهاء، معتمدين على الماديات، ناسين قدرة الله عز وجل”.
وأضاف: “لذلك كان لابد أن ينكشف ذلك، وأننا نعلم دوافع هذا المخطط ومدبريه، وسنتخذ ما يلزم من إجراءات قانونية تجاه أصحابه وتقديمهم للعدالة”.
وتابع البيان: “هذا يؤكد سيرنا في الاتجاه الصحيح مع القواعد التي تستحق الكثير، وتبقى هذه المؤسسة شامخة وقوية برجالها وتحفظ الأمن والاستقرار في سبيل الوطن والمواطن، وتقدم القيادة تلو الأخرى، ونتحمل المساءلة أمام الله والجميع”.
ردود الأفعال وانعكاس لصراع حميدتي والبرهان:
وفي سياق ردود الأفعال، ذهب ناشطون إلى أن البيان المبهم من الشرطة هو محاولة للرد على اتهامات فساد مبذولة في الميديا، طالت مدير الشرطة الفريق أول “عنان” بجانب آخرين، وهي انعكاس لصراع البرهان وحميدتي في هذه المؤسسة أو كما قالت الصحفية والناشطة شمائل النور.
وحسب المتابعات، هناك عدد من ضباط الشرطة المتقاعدين كانوا قد أطلقوا اتهامات في مواجهة مدير الشرطة ووزير الداخلية المكلف، الفريق أول حامد عنان، بتعيين أقربائه في مراكز حساسة، قال أحدهم في فيديو متداول إنه أرسل زوج ابنته الأولى للخدمة كضابط جوازات في سفارة السودان في الإمارات، بينما أرسل خطيب ابنته الثانية برتبة نقيب- ترقى حديثاً إلى رتبة الرائد- ليعمل في جوازات سفارة السودان في واشنطن، ثم قام بعد أشهر بإحالة مدير الجوازات هناك إلى التعاقد وتعيين خطيب ابنته مكانه.
كيف تسبب طريقة البيان الغامضة في فتح باب التكهنات:
ويعتقد الكثيرون أن طريقة البيان الغامضة والضعيفة في توضيح الحقائق هي ما فتح الباب واسعاً للتكهنات والاتهامات المضادة، بعضهم ذهب أكثر من ذلك حين حاول وصف لغته ومدلولاته باعتبارها انعكاساً لحالة التردي التي وصلت إليها الشرطة.
بعض المتفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي، شددوا على مطالبة مدير الشرطة بتقديم توضيحات مباشرة لما أثير حول حقيقة تعيينه لأقاربه في مواقع حساسة بطريقة غير قانونية.